![]() |
رؤيا سجين حقيقية |
وعندما انتهيت من الصلاة قلت له أحكى أبا يوسف الرؤيا و لا تخف إنها رؤيا خير و الله .
قال : أخاف على أمى فقد تركتها وحيدة و قد منع الظالمون عنا كل شئ الطعام و الشراب و الملبس و الغطاء و الدواء حتى الزيارة التى نطمئن فيها على أهلنا .
قلت : الرؤيا خير إن شاء الله و لا تخف منها إنها ليست على و الدتك ..... فحكاها لى كما ذكرت آنفا ...
فقلت : أولا الحلوى الطحنية ليست من عادات طعامكم فى بلادكم و إنما نحن نأكلها كل يوم فى السجن فهى من طعام و عادات السجون و هنا الرؤيا انصرفت من بلدكم الى السجون و انتقل تأويل الفم من أهلك وبيتك إلى الزنزانة و الصحبة التى معك , والحلوى شى حلو ليس فيها ضرر و إلتصاقها بضرسك و خلعه فهنا سيخلع واحد من الصحبة التى معك و ضرس فى عاداتنا عندما نقول رجل ضرس أى انه ذو صفات معينة انه كبير وذو خبرة وشأن و أنا لا أرى رجل ضرس فى هذه الزنزانة غيرى ,
قلت له : متى رأيت هذه الرؤيا ؟؟
قال : قبل الظهر بقليل .
قلت : ان شاء الله سأخلع من هذه الزنزانة غدا أى سأخرج منها غدا و كنت قد مكثت فى هذه الزنزانة قرابة عامين أو أكثر .
قال : كيف . قلت ان شاء الله يكون افراج .وكنا اذا نودى علينا بافراج لا نفرح كثيرا لانه نخرج من السجن الى فرق الامن ( اماكن الشرطة ) ثم نعود الى السجن بقرار اعتقال جديد .
فرح ابا يوسف بهذا التأويل و قال يا رب يكون صحيحا لانهلو لم يكن صحيحا سوف أقلق على أمى .
انتظرنا فى الصباح الباكر حيث تنادى افراجات السجون و نادوا الافراجات و لكن لم ينادى على اسمى بين الافراجات .
فظهر القلق على ا[ىيوسف قلت له لا تقلق يمكن أن يتأخر التأويل يوم أو يومين ( و لكن فى قناعتى أنه اليوم ) .
و فى نفس اليوم تم النداء على كى أذهب الى عنبر آخر ضمن الخطرين و سبحان ظاهرها كان سيئا لكنها كانت طيبة حلوة لى حيث تو تغيير جدران طيلة سنتان لا تفارقها و صحبة فيها الجيد و غير ذلك مما يجعل التغيير كله خير .
فرح أبا يوسف واطمئن على امه و تم التأويل و الحمد لله .
.
إرسال تعليق