المؤتفكة اى المنقلبة و قد سمى الله سبحانه و تعالى قوم لوط عليه السلام بالمؤتفكة لانه سبحانه امر جبريل عليه السلام بقلب قريتهم بعد رفعها الى السماء .. و كلمة المؤتفكة هى اسم لكل منقلبة او منقلب على العموم , وانظر الى قوله تعالى  " و المؤتفكة اهوى " اى اهواها بعد رفعها للسماء الى الارض , انظر و انتبه رفعها اولا الى السماء فكل شئ يرفع الى اعلى من قدره لا بد ان يهوى فى الارض , و ما اشد السقوط بعد الارتفاع , و لان الامارة اذا طلبها العبد وكل اليها و وكلت الى تدبيره والى تخطيطه دون توفيق الخالق سبحانه وتعالى , و من وكل الى شئ غير الله او وكل الى شئ دون توفيق الله هوى و سقط , ووجد كان الانهيار ياتيه من كل مكان , وتجد كل سعى يسعاه يكون فشلا و رجوعا للخلف , و كلما اتخذ سحرة اردوه بدلا من ان يرفعوه حتى يتخلى عنه كل ساحر كذاب , واما من اتت اليه الامارة و هو كاره لها وفق الله سعيه و بارك الله امره و جمع الله شمله , و يسر له كل عسير و سهل له كل صعب , و جعل خطواته حتى التى يخطأ فيها تقدما و خيرا و بركة و نجاحا , فلذلك الؤتفكة فعلوا ما فعلو مع سيدنا لوط عليه السلام , و حاولوا الاعتداء على ضيفه الكريم و قالوا اخرجوهم من قريتكم انهم اناس متوضئون طاهرون يتطهرون , ولانهم انجاس فلم تعجبهم الطهارة و لانهم عصاة فلم تعجبهم الطاعة , ولانهم من الصعب اجتماع اهل الكفر و الطغيان مع اهل العدل و الايمان , فلذلك اخرجوهم من قريتكم فاصبحت القرية قريتهم و اصبحوا يتحكمون هم ولكن هيهات هيهات لهم , نعم اخرجوهم لكن للخير وبقو هم فى الدمار و الهاوية و الضياع , نعم فرح المؤتفكة و سعدوا بانهم انتصروا على اهل الايمان و الدين لكن ما لبثوا ان اصبح فرحهم تعاسة و ضنكا دائما و سعد اهل الايمان بالنجام و بالسعادة الابدية , فلا تياسو اهل الايمان انما هى ايام معدودات و المؤتفكة اهوى و ياتيها من الله ما تستحق جزاء للخيانة و الكذب و الخداع و حينها سيرى الذين ظلموا اى منقاب ينقلبون .. 
.

إرسال تعليق

 

Top